Saturday, August 17, 2013

القرصنة وثقافة التبرع على الأنترنت

بسم الله الرحمن الرحيم

تستفزني حالياً رؤية إنتشار الكثير من المواقع التي تدعم نسخ ونشر البرامج والكتب وغيرها على الأنترنت أو في الشارع وتوفيرها للناس بلا مقابل أو بمقابل أرخص يفيد ناسخها، وعلى الضد هناك من قام بإنتاجها بجودة عالية وبرمجها وكتبها  بتكاليف أعلى مادياً ومعنوياً لكي تصل إلى الناس بشكلٍ يرضيهم.

للآسف لا انكر أني اشتريتها وحملتها في السابق، ولكن حالياً ولله الحمد تجنبتها، لسبب بسيط، وهو أنني قمت ببرمجة بعض البرامج وعملت على بعض التصاميم فكابدت ماكابدوه وكرهت أن يأتي أحد ويأخذها بلا مقابل إلا ماعرضت منها للناس أن يأخذوها. ولسبب آخر قد يكون أعم وأحدث من سابقه، وهو أنني بدأت أقتنع بأن هذا العالم الإفتراضي هو فعلاً عالم لبعض الأشخاص الذين يعتبرونه هو أرضهم التي يزرعونها لكي يتمتعون بحصادها يوماً ما. وهذا فقط هو دخلهم المادي الوحيد الذي يسقونه بعرقهم.

ومع ذلك ومع تطور الفكرة والتكنلوجيا، فالكثير حالياً يقدم خدمات وبرامج للناس مجاناً، ويكون الأعتماد المادي على دخل الإعلانات المعروضة على البرنامج أو الموقع أو غيرهما، ولكن هذا مازال لم يمنع بعض الناس من عدم الإكتراث والبحث عن طرق لسرقة النسخ المدفوعة التي تأتي بدون إعلانات. فما بال هؤلاء؟

الأغرب أن هناك من يستخدم هذه البرامج ويأتي بعد مدة يشتكي من عدم تطوير البرنامج والمضي قدماً فيه بتحديثات جديدة! كيف والمطور لا يجد أي فائدة مادية بسبب سرقة الحقوق! كيف وهو يحتاج للمال أصلاً لكي يشتري العدة اللازمة للتطوير! 

وبما أننا هنا في الشرق الأوسط الذي لم يفعل قانون صارم يحد من القرصنة، زائد ثقافة الدعم المعدومة لدي والبعض وبالتحديد الدعم المادي، فأغلبنا يستخدم البرنامج دون النظر في الإعلانات، مع العلم انه لو قام بالضغط على الإعلان فقط، الضغط فقط، فأنه سيفيد المطور مادياً وهي بمثابة التبرع له ودعمة، أو بأن يقوم - مباشرةً - بشراء النسخ الكاملة أو مايسمى النسخ التبرّعية Donation version والتي لا تتعدى الأربعة ريالات خصوصاً في أسواق برامج الهواتف الذكية. لركز المطور على سوق الشرق الأوسط ونماه بما رزقه الله من قدرة على البرمجة والتطوير أو غيره مما ينطبق عليه الحال.

أحتمال كبير أن تكون القرصنة هي السبب الرئيسي في عزوف بعض الشركات الكبرى عن طرح منتجاتها في الشرق الأوسط، أو تحديداً في الدول التي لا تتمتع بنظام صارم يحد من القرصنة، وتوجها لأسواق تحفظ لها حقوقها الفكرية والمادية. وأحتمال أخر أضعه هنا، أن بعض المطورين لا يمكنون هذه الدول من الحصول على برامجهم لهذا السبب بالذات ثم لأسباب آخرى لا أعرفها. وهذا الأحتمال وضعته هنا لما تجلى لي من سوق برامج الهواتف الذكية، وتأخر إمكانيات وميزات الشراء منها إذا كنت تسكن هذه الدول.

وفي السياق، ذكرت فكرة الدعم التبرعية، وهي فكره حديثه بدأت تسلك في عالم الأنترنت وأصبح لناس كثر أهتمام فيها. مثل موقع Kickstarter.com وهو عبارة عن منصة لطلب الدعم لمشاريع يعرضها أشخاص هواة أو محترفين أو مجرد شخص صاحب فكرة. وهناك أيضاً مشروع مشابهه لقوقل باسم One Today وهو تطبيق خاص بأجهزة الأندرويد يعرض مشاريع غير ربحية ليتم التبرع لها من قبل المستخدمين بدولار واحد، وهو متوفر فقط في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبما أننا ولله الحمد مسلمين ومرجعنا الشريعة في كل شيء، فهذا رابط أحد الفتوى التي تبين حكم القرصنة وأود أن تطلع عليه بنفسك.

No comments:

Post a Comment