في وقت فراغي .. أستمتع باحتساء كوب من القهوة .. على طاولة مشرفه على الشارع والناس.
وأستمتع في تأملهم .. وحديثهم لي بأعينهم .. أو بخوافيهم.
فذاك الجالس أمامي .. يقرأ الجريدة .. يقول لي بدون أن يتكلم:"إقراء .. وتابع الأخبار.. لتعرف ماهو مصيرك في هذا العالم!!".
والآخر .. يسعل مرتين .. وحوله ضباب من الدخان:"لا تدخن .. فأنه قاتل".
وذلك الذي يأكل "الدونات" بلطف .. كانها قضمات عصفور .. يقول:"إنها لذيذة .. ربما ليس دائماً .. ولكن على الجائع ألذ من الفراولة".
ويدخل رجل .. مع زوجته .. ويسلم .. ويقول:"ماذا تنتظر؟! تزوج .. تمتع بحياة الزوجية والحب .. وتحمل أعباء المسؤلية .. والبنين".
وتدور الكثير من الأحداث والعبارات من
حولي .. وأتذكر .. ذات مره .. عندما ذهبت لأشارك في دفن الأموات .. وتلك
الجثة الهامده التي لا تتحرك .. ولكنه أيضاً يقول: "أن
الحياة فانيه .. لا تتبع الشهوات .. فخلفك الحساب .. لم يدفن معي لا مالي
ولا البنين .. وهذه هي السنين .. مضت بلمح البصر .. جمعت فيها المال ..
وشيدت فيها المباني .. لأتركها .. وأدفن في أرضها .. لن تفيدني مصابيح
الإنارة التي وضعتها مؤخراً .. ولا التكييف.. فهذا هو منزلي الآخير .. كما
أنه مثواك قبل البعث".
ولا يزال يحكي .. فالميت أكثرهم كلاماً.
نشر في موقع رحلة حياة بتاريخ October 7, 2009, 5:19 pm
بجد رائعه ومؤثره سلمت يمناك
ReplyDeleteشكراً لك هذا من ذوقك
Delete