أضع بين أيديكم محاضرة السلوك التي ألقيتها في المدينة المنورة بفعالية التمريض الخليجي لعام 2011
السلوك
تختلف تسميته بإختلاف المصادر، فهناك مصادر تسميه السلوك، أو الإتجاه، أو الطبع. وفي هذا الموضوع سنكتفي بتسميته بالسلوك.
تعريف السلوك
هو الأفكار والمشاعر والمبادئ الباطنة، التي تحدد أو تُعرّض الشخص إلى أن يستجيب ويتصرف بطريقة معينة تجاه الأشياء أو الأشخاص أو حتى الأحداث.
السلوك باللغة الإنجليزية هو الـ Attitude ، وتعرفه القواميس الإنجليزية بمايلي:
• هو الطريقة التي يستعرض فيها الشخص شيئاً ما، أو الطريقة التي يميل إلى التصرف بها تجاه هذا الشيء، حتى لو تكون مجرد تقييم للشيء نفسه بأنه إيجابي أو سلبي.
• هو المشاعر والعواطف تجاه حاله محدده أو واقع.
أنت أنت سلوكك
السلوك (أو الطبع) هو الشيء الذي نبني عليه تصرفاتنا ونعتمد عليه لكي نحدد ماهو صالح لنا وماهو غير صالح. كل شيء في هذه الدنيا يمكن التخلي عنه، على سبيل المثال أصدقائك يأتون ويرحلون، فلا تضمن بقاؤوهم معك، أو يمكن أن تغير عملك. ولكن سلوكك باقي معك، فلا يمكن للشخص أن يتخلى عن مبادئه ومشاعره وأفكاره.
مثال للتمييز بين السلوك والتصرف
• أنا أؤومن بأن قيادة السيارة بسرعه شيءٌ خطير (هذا سلوك ومبدأ). ولكن مع ذلك مازلت أسرع يومياً (هذا تصرف).
العوامل المؤثرة على السلوك
• عوامل بيئية: مثل المنزل، العمل، المدرسة، الإعلام، العادات والتقاليد، المجتمع.
- عوامل متعلقة بتجاربك السابقة: مثل التكيف، وما تؤومن به وتصدقه، والخبرة التي أكتسبتها وتعلمتها خلال إدراكك للأشياء من حولك.
السلوك السلبي
يجب علينا أولاً أن نتعلم ونتعرف على الخطأ لنقوم بتصحيحه، والخطأ في السلوك أن يكون سلبياً بحيث أنه يأتي بنتائج غير مرغوبه.
غالباً ما يكون السبب الرئيسي في السلوك السلبي هو أننا أولاً نتصرف ثم نتوقف ثم نفكر، وهذا أكبر خطأ، لأنك ستقوم بفعل شيء ما ثم تتوقف لتفكر وتدرك أن مافعلته كان نتيجة عصبيتك وردة فعل غاضبة في أغلب الأحيان فتسقط في شباك الندم.
هناك أب أرتدى ملابسه أستعداداً للذهاب إلى العمل، على طاولة الإفطار، سكب ابنه كوب القهوة خطاءاً عليه، عندها غضب ورفع صوته معاتباً له، فبكى الابن وتأخر على حافلة المدرسة، قام الأب لتغيير ملابسه وبعد ذلك إضطر إلى أن يوصل ابنه إلى المدرسة ومن ثم ذهب إلى عمله متأخراً.
هل مانراه في الصوره هو الجبل الجليدي كاملاً؟
في الحقيقة نحن لا نرى إلا العشرة بالمائة منه، وتسعين بالمائة من حجمه تحت الماء.
كذلك السلوك. فنحن عندما نرى الشخص لا نرى منه إلا ظاهره (المظهر العام له). وتسعين بالمائة غير ظاهره لنا (وهو السلوك؛ المبادئ والمشاعر والأفكار). أي أننا يجب أن نتروى عندما نواجه شخص، ونتذكر أن له أفكاره الخاصه التي تسيره إلى أن يتصرف تجاهنا بطريقة معينه مبنيه على سلوكه.
السلوك الإيجابي
السلوك الصحيح الذي يجب علينا تعلمه وممارسته هو أن نتوقف أولاً ثم نفكر ومن ثم نتصرف، بذلك يكون في وسعنا الإختيار، لأننا أخذنا الوقت الكافي لكي نتوقف ونعيد ترتيب أفكارنا وبالتالي نتصرف بما يليق.
لنعود لقصة الأب، لو أعدنا القصة وقلنا أن الأب جلس على طاولة الطعام وسكب الأبن القهوة عليه، ولكن الأب هذه المره أخذ الموقف بتأني ومسح القهوة من على ملابسه وقال لابنه "أنتبه يابني" وأستبدل ملابسه، فذهب الأبن للمدرسة بالحافلة، وذهب هو للعمل بدون تأخير.
في القصة الأولى لم يتوقف الأب بل تصرف أولاً قبل حتى أن يفكر فندم على فعلته لأنه بذلك أضطر إلى إيصال ابنه إلى المدرسة والتأخر عن عمله. أما القصة الثانية فهو توقف أولاً وقام بمسح القهوة وفكر بما يجب عليه فعله تجاه الموقف فما كان له إلا أن يعاتب ابنه بلطف ويذهب إلى عمله بدون تأخير وبأقل جهد ممكن.
لماذا نغير سلوكنا؟
الفائدة من التوقف أولاً ومن ثم التفكير وبعد ذلك التصرف، هو أنه يكون بإستطاعتنا تقليل المشاكل والوصول إلى حلول أفضل بأقل وقت وجهد، وستحصل على المزيد من العلاقات الجيدة مع الناس، وكل ذلك يعود علينا بضغوط وتعارضات حياتية أقل.
لفعل ذلك نحتاج إلى
• إتخاذ القرار بأن نبدأ من اليوم، وأن نقرر مع من يجب أن نتغير.
• يجب أن نركز على ماهو صحيح وليس ماهو خطأ، وأن نركز على مالدينا وليس ما نفتقده ، وأن نركز على الحلول بدل المشاكل.
• كن أكثر تطفلاً بدلاً من أن تستعجل وتطلق الحكم، بمعنى أنه يجب علينا أن نتطفل على المشكلة أو الشخص لنتعرف على التفاصيل، هكذا نتعرف على التسعين بالمائة المختفية تحت الماء!!. لا تشتكي ولا تلوم، إسأل نفسك ماذا يحصل؟
• تعود على شكر الله دائماً على مالديك.
• إعرف قدراتك.
• إتخذ الإجراء.
في النهاية
"مع السلوك السلبي لا يمكنك أبداً ان تحصل على يوم جميل، ولكن مع السلوك الإيجابي لايمكن أبداً أن تحصل على يوم سيء".
"الأشخاص ذوو السلوك العظيم يؤمنون بأن لهم الحق ولديهم المسؤوليه ليخلقوا التغيير".
No comments:
Post a Comment